تعد بحيرة "قراتشاي"
المتواجدة في جبال الأورال الجنوبية، في شرق روسيا، واحدة من أكثر الأماكن تلوثًا
على وجه الأرض، كما تعد البحيرة الأكثر خطورة في العالم
إن قصف الولايات المتحدة
لمدينتي هيروشيما وناغازاكي قلب
الموازين الذرية , ولأن روسيا أرادت أن تدخل في هذا السباق المجنون للحاق بركب
التفوق النووي, ففي
عام 1940 , وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية على الفور , أنشأ الإتحاد
السوفيتي مدينة سرية تدعى " تشيليابينسك-40 " , في منطقة
الأورال الجنوبية بهدف إستخراج
اليورانيوم 238 من التلال المحيطة بها
وبين عام 1945 و1948 , بنت روسيا على الفور
مفاعل "ماياك",
في هذه المنطقة
لتحويل اليورانيوم إلى البلوتونيوم لإستخدامه في صنع القنبلة الذرية السوفيتية
وتم إلقاء كميات ضخمة من النفايات النووية
التي ينتجها هذا المفاعل في نهر «تيشا» الذي يوفر الماء لما يقارب 39 بلدة وقرية
مجاورة . و واصل المفاعل ماياك
إلقاء النفايات النووية في نهر «تيشا»
لأزيد من 3 سنوات ما أدى إلا تسمم الناس المقيمين عند مصب النهر , وعند إرسال
علماء إلى الموقع للتحقق مما إذا كان النشاط الإشعاعي تحت السيطرة في هذه
المنطقة إكتشفوا أنه كان ينبعث منها جرعة قاتلة من المواد
الإشعاعية فقامت السلطات الروسية بتهجير الآلاف من سكان القرى عند المصب , كما
قرروا إيجاد موقع جديد للتخلص من النفايات النووية وكان هذا المقع الجديد هو بحيرة قرتشاي حيث تقع
بحيرة قراتشاي في
موقع قريب جداً من المفاعل النووي , كما كانت تتغذى من نهار واحد فقط , وليس لديها
أي منافذ سطحية أو مخارج لمياهها , ولذلك كانت البحيرة إختياراً
مناسباً لإحتواء
النفايات النووية الناتجة عن مفاعل ماياك
ولمدة تفوق الأربعين سنة كانت بحيرة قراتشاي ,
خزاناً للنفايات المشعة , حيث وصلت البحيرة إلى مستويات خطيرة جداً من التلوث
الإشعاعي , وكشفت التجارب أنه على الرغم من عدم وجود منافذ سطحية للبحيرة , إلا أن
المياه تتسرب في الواقع إلى المياه الجوفية, وتصل إلى مستنقع «أسانوف» المحيط بها, وزيادة على ذلك فإنه في عام 1967 , تسبب جفاف كبير في المنطقة إلى إلى جفاف
البحيرة وظهور الرواسب المشعه في
حوضه وبعد
ذلك جرفتها الرياح إلى المناطق المحيطة
بالبحيرة , حيث يعيش نصف مليون شخص
على الرغم من ذلك ظل عمل المفاعل النووي طي
الكتمان , لعقود من الزمن , ولكن بحلول الوقت الذي إعترف فيه الإتحاد السوفيتي بوجود المفاعل , كانت
منطقة تشيليابينسك شهدت
زيادة بنسبة 21 في المائة في السرطان، وزيادة بنسبة 25 في المائة في العيوب
الخلقية، وزيادة بنسبة 41 في المائة في سرطان الدم , كما أن 65% من سكان القرى
التي تعتمد على نهر «تيشا»
أصابهم الإشعاع , كما أن إلقاء النفايات النووية سابقاً في نهر «تيشا»
ساهم في إنتشار
التلوث الإشعاعي , وقد تفاقمت هذه المشكلة جراء تسرب المياه المشعة عن طريق ذوبان
المياه الجوفية , إلى جانب حدوث إنفجار عام
1957 , والجفاف عام 1967 , ونتيجة لذلك، فإن مساحات واسعة
من تشيليابينسك تبقى
في الوقت الحاضر غير مأهولة
والآن أصبحت بحيرة قراتشاي
ملوثة ومشوهة , بالإضافة إلى تأثر الهواء المحيط بها بالإشعاع , ووفقًا لموقع
"بيزنس
إنسايدر"
الأمريكي، فإن الإنسان يمكنه الحصول على جرعة قاتلة من الإشعاع يبلغ مقدراها 600
رونتجن، نتيجة التواجد لأقل من ساعة بالقرب من تلك البحيرة
Enregistrer un commentaire